Articles
أعادته تلك اللحظات إلى أغاني زمن الصمت التي تراكمت في روحه، فجعلته
مخزناً للوطنية ونظيراً للثورية، شاهد مسرحيات دريد لحام ألف مرّة، واستمع
إلى الأغاني الثورية والوطنية آلاف المرات، يستيقظ على أغاني مارسيل وينام
على أغاني الشيخ إمام، وما بينهما يستمع إلى الأغاني الثورية الفلسطينية كي
لا ينسى القضية، عندما يرغب في الترفيه عن نفسه يستمع إلى مسرحيات زياد،
فهو من أشدّ المعجبين بسخريته ونقده اللاذع، قهوته سادة كنكهة وجوده
العدمي، يكره نهاره لأنّه يشعر فيه بأنّه آلة لروتين العمل، ... اقرأ المزيد
Articles
يجلس على الرصيف الشاهد على حياة الشارع يرقب بعينين قلقتين خطوات بعضها
متثاقلة وأخرى متسارعة تسابق الحياة، بدا الأفق واسعاً قبل أيام معدودة
لكنّ السماء أغلقت نوافذها اليوم. يشعر بضيق جاثم على صدره حتى الاختناق
فظنّ أنّ الشارع الذي احتضنه في الفترة الماضية سيخفف من أعباء هذه المرحلة
الصعبة من عمره وعمر الوطن. اخترقت نظراته خصوصيات المارة فرأى حيرة
وهَمّ، أشاح بوجهه إلى الأبنية فوجدها ترتدي الشحوب حِداداً ثمّ نظر إلى
نفسه ومضى يتجوّل بين الناس.
لَم تفارق الصور التي شاهدها ... اقرأ المزيد
Articles
في شقة متواضعة مغمورة بعشرات الشقق المتلاصقة في حي عتّقه الزمن، يمرّ
الزمن ببطء أكثر من العادة، تعبث الفوضى بكافة أركانها وكأنّ زلزالاً
أصابها فقلبها رأساً على عقب، يجلس في كرسيه المتحرّك أمام تلفاز قديم
مضمّد بشريط لاصق في أكثر من جهة، رجل في منتصف الأربعينات من عمره، أصبح
الكرسي رفيقه بعد تعرضّه لحادث أعاقه عن مسيرته المهنية في العمل الصحفي
قبل عشرة أعوام، فاعتكف في بيته الأقرب إلى غرفة ومنافعها مكتفياً بما
يدرّه عليه ذلك الركن الصغير الوحيد المنظّم ... اقرأ المزيد
Articles
يجلس في الحانة القريبة من
منزله، يداعب بأصابعه إطار قبعته، صديقته التي لَم يُبدّلها منذ عشرة
أعوام، رمادية بلون حياته التي ناهزت الأربعين عاماً من الشقاء، يحتسي
(فودكا) رخيصة الثمن كثيابه البالية. كأسه الخامس ولا يزال مذاقها معدوماً،
تُشلّ حاسة الذوق لديه بعد الكأس الأول، فتتسابق الكؤوس إلى شفتيه
المضطربتين علّها تتغلّب على يقظته وتنال منه فتُرديه ثملاً مترنحاً.
يتأمّل الحانة التي لَم
يفارق زواياها المتواضعة في الأعوام الأخيرة، يلقي همومه فيها منذ انكساره
وحتى اللحظة، يُعلّق آلامه على جدرانها لوحات ... اقرأ المزيد